الحالة النفسية للمتبرعين الإطراء يصنع العجائب في جمع التبرعات

معظم الناس يعلمون جيداً أن الإطراء مفيد، وقد تم إثبات ذلك مرة أخرى في دراسة نُشرت في مدونة التسويق العصبي (Neuromarketing) تحت عنوان: الإطراء: طريقة مجانية لزيادة التذكر. وكانت نتيجة الدراسة أن مدح الناس يمكن أن ينمي ذاكرتهم.

عندما تم إعطاء المشاركين في الدراسة مهمة لتعلم المهارات الحركية، فقد كانت نتيجة الإشادة بأدائهم بعد ذلك هي تذكر تلك المهمة بشكل أفضل من مجموعة المراقبين الذين لم يتلقوا أي مديح. تعزيز الذاكرة هو أمر جيد، لأنه يعني أنهم سيتذكرون عرضك أو من تكون.

الإطراء بالمتبرعين ليس نفاقاً فارغاً، فهم في الواقع أشخاص متميزون يقومون بالكثير لجعل العالم مكاناً أفضل. فهم لا يمنحونك تبرعاتهم فقط، بل على الأرجح يعملون كمتطوعين، يتبرعون بدمهم ويقومون بأعمال خيرية للآخرين بمعدل أعلى من الأشخاص العاديين.

وهذا يدل على أن العمل الحقيقي لجمع التبرعات ليس مجرد محاولة لإقناع المتبرعين بدفع الأموال، بل لتذكيرهم بأنفسهم وإظهار كيف تتوافق قيمهم مع قيم المؤسسة، ولمساعدتهم على رؤية أن المنظمة وسيلة فعالة لتحقيق شغفهم وكرمهم.

الدراسة:

توضح الدراسة أن الإطراء، وهو شكل من أشكال المكافأة الاجتماعية، أداة فعالة في التأثير الإيجابي. فقد أظهرت دراسة بعنوان الإطراء سيوصلك إلى أي مكان أن مدح الأشخاص يجعلهم يشعرون بإيجابية تجاه من يمدحهم، حتى لو اعتقدوا أن المديح غير صادق.

وأظهرت التجربة أيضاً أن الإطراء يساعد على تثبيت الذكريات. فالمشاركون الذين تلقوا مديحاً بعد أداء مهمة معينة تمكنوا لاحقاً من تذكرها بشكل أفضل، رغم عدم ممارستهم للمهمة مرة أخرى بعد الإطراء. وقد استنتج العلماء أن مرحلة تجميع الذاكرة (Memory Consolidation) تم تعزيزها بفضل الثناء.

ورغم أن التجربة ركزت على تعلم المهارات الحركية، إلا أن النتائج تشير إلى أن الإطراء يمكن أن يعزز التذكر في مجالات أخرى أيضاً. فمن الممكن للمعلمين أو المدربين أو حتى المسوقين استخدام المديح بذكاء لجعل دروسهم أو عروضهم أكثر تميزاً وتذكراً.

من منظور تسويقي، يمكن لمندوب المبيعات أن يستخدم الإطراء لتقوية العلاقة مع العميل ومساعدته على تذكر أهم عناصر العرض. ويكون الإطراء أكثر فعالية عندما يكون مرتبطاً بالمحتوى، مثل القول: “أرى من خبرتك الصناعية أنك تدرك تماماً قيمة منتجاتنا” بدلاً من الإطراء السطحي مثل: “يا لها من ربطة عنق جميلة!”.

في النهاية، الإطراء ليس مجرد مجاملة بل أداة نفسية فعالة تعزز الثقة والانتماء بين المتبرع والمؤسسة. فالثناء الحقيقي المرتبط بالقيمة يسهم في استمرار العطاء ويقوي ذاكرة المتبرع تجاه الرسالة الإنسانية للمنظمة.

Scroll to Top