تشير بيانات الاستطلاع الى افتقار الناس للحاجة الحقيقية لايجاد الافضل – ومن ثم الاحتفاظ بالافضل. فلكل نوع وظيفي – على مستوى الادخال / موظفي الدعم ( اثنين من بين ثلاثة اماكن على المخطط التنظيمي تعاني معظم حالات الدوران الوظيفي). وعلى مستوى الموظفين من متوسطي الخبره فان معظم المنظمات تنفق 31 الى 60 يوما في ملئ الاماكن الوظيفية. حقا اجد من الصعب تصور كيف قمت بعمل اعلان وظيفي ، ثم القيام بتجميع السير الذاتيه ، والشاشات والمقابلات ، والمقابله الثانيه ، ومن ثم اتخاذ قرار ثم اعطاء العرض ومن ثم الحصول على الموافقه في وقت قصير ؟خصوصا ان الجميع يئن بسبب عدم وجود الوقت للقيام بكل ذلك.
ولكن حتى ان استطاعت المنظمات الخيرية تحقيق هذه المعجزه في التوظيف ، فهي على ما يبدو لا تهتم كثيرا بمسألة الاحتفاظ بالموظفين. لانه فقط 17% من المنظمات التي شملتها الدراسة لديها استراتيجية رسمية بالاحتفاظ بالموظفين للعام 2014، وذلك لن ينهي جميع عمليات الابقاء. وحتى بدون وجود سياسة رسمية ، فهنالك اساليب رخيصة التكلفة ومجانية تستطيع المنظمة من خلالها الابقاء على الموظفين والفوز بولائهم- وتعويض اقل الاجور التي تدفع. وفي حين ان 65% من تلك المنظمات لديها سياسة عمل افتراضية او مرنة ، فان مثل هذه السياسة سيكون لها تأثير ايجابي على كل من التوظيف والاستبقاء. وفقط اثنتين من بين خمسة منظمات اجابت قائلة بان لديها سياسة عمل ظاهرية. مجددا ، وبصدق؟ وحيث ان العمل الظاهري ليس الوحيد الذي يعرف عنه انخفاض التكلفة التي يمكن للمنظمات الغير ربحية ان تقدمها، الا انها بحق مطلوبة اكثر وتستحق التقدير.
حسنا ، ربما استطيع تفهم انك حقا لا تستطيع ايجاد اي حلول لاداء افضل في ادارة المرتبات ، ولكن .. يمكنك دائما العثور على طرق اداء افضل في ادارة التعويضات ، وذلك باستخدام جملة من الاشياء مثل ايجاد اوقات عمل مرنه ، وايجاد يوم اضافي او يومين لاعطاء عطلة ، او انهاء دوام العمل قبل ساعة او ساعتين ايام الجمعه في الصيف … الخ. وهذه الاساليب من شأنها شراء الكثير من الصفح للاجور المتدنية الاقل من المثاليه ، كما وتولد الكثير من الولاء.
( ولكن ، رجاء لاتسئ فهمي : فالمال دوما مرغوب فيه.) في الحقيقة 70% من النساء اللواتي شاركن في الاستطلاع ، صرحن بانهن يفضلن مالا اكثر من اعطاءهن اجازه ! ( فانا لا اقترح ولا لدقيقه ان النساء هن المستفيدات الاكثر من فرصة العمل عن بعد للبقاء في المنزل مع طفل مريض او الاهتمام بأحد المسنين من افراد العائلة، بالتأكيد لهن القرار في النهاية ، ولكن يمكن لهذه الخيارات ان تساعد على معالجة مشكلة الاستبقاء التي تواجة المنظمات الغير ربحية.
ووفقا لدراسة اخرى اجراها استطلاع ( غالوب ) مؤخرا بتكليف مشترك من قبل (مؤسسة وقائع العمل الخيري ومركز جورج اتش هيمان للعمل الخيري وجمع التبرعات )، فقد جاء في الدراسة ان النساء يمثلن 72% من القوى العاملة الاجمالية في القطاع الغير ربحي، مع وجود اختلافات على اساس الحجم التنظيمي فانهن يمثلن : 82% من القوى العاملة في المنظمات الصغيرة، ويمثلن 74% في المنظمات المتوسطة ، ويمثلن 59% في المنظمات الخيرية الكبرى. ( وهي المنظمات التي تعرف بانها مجموعة تقدر اصولها ب 25 مليون دولار او اكثر ) . وما الذي يمكن ان يساعد اكثر في حل مشكلة الاستبقاء التي تعصف بمعظم موظفي القطاع ، سوى العمل في منظمة تزرع القيم والقيادات النسائية .. يؤمن 44% من الذين شاركوا في الاستطلاع بانهم يعملون في منظمات ذكورية تميل الى توظيف الرجال للوظائف ذات المناصب العليا مقارنه بالنساء اللواتي هن على حد سواء من المؤهلات. ( كما وجد هذا البحث بعض الامور المثيره للاهتمام حول المواقف المتحيزة ضد المرأة من المنظمات الغير ربحية من حيث صلتها بالحكومة وجمع التبرعات.
في الحقيقة قامت مؤسسة ( غالوب ) باجراء بحوث اخرى مثيره للاهتمام حول موضوع التوظيف. و في تقرير مؤشر جالوب للعام 2014 بالشراكة مع (جامعة بوردو ) الذي تم انشاؤة لقياس نجاح خريجي الجامعات على المدى الطويل والذي يتمحور حول “العلاقة بين التجربة الجامعية وما اذا اصبح لدى الخريجين وظائف وحياة عظيمة.”
جاءت نتائج الدراسة كما يلي:
- لا تحكم على مقدم الطلب من خلال الكلية التي ذهب اليها ( الا اذا كان قد درس في جامعة خاصة ): وكانت مشاركة الموظفين ( للاسف فقط 39% من الخريجين حصلوا على وظائف ) وكانت النتائج متساوية بغض النظر سواءا درسوا في جامعات حكومية ام خاصة.
- لا تسأل مقدم الطلب ماذا درس، او ماذا فعل او ما الانشطة اللامنهجية التي قام بها . ولكن اسال عن مدرسيهم الجامعيين ومن الاستاذ الذي كان يهتم بهم كاشخاص ، عن الاستاذ الذي جعلهم متحمسون للتعلم وعن المعلم الذي شجعهم لتحقيق احلامهم. فهؤلاء الذين كانت لهم تجارب من المرجح ان يبقوا في المؤسسة اكثر من الاخرين الذين لم يكن لديهم اي تجربة جماعية. ( وفي حين كنت تتسائل ما المهم في هذا الموضوع سأقول لك بان اولئك الذين يشاركون هم الاقل عرضة لترك المنظمة )
- لا تسال المتقدم اذا ” كانت سنوات دراسته في الكلية هي افضل سنوات حياته ” فهم لم يعيشوا كثيرا ليعرفوا الاجابه ! ولكن اسالهم كيف استطاعت الجامعه ان تؤهلهم جيدا للحياة بعد التخرج.
اولئك الذين يعتقدون بأن الكلية اعدتهم بشكل جيد للحياة هم مرغوبون ثلاث مرات اكثر ليتم توظيفهم من اولئك ( الذين يقولون انها لم تعدهم اعداد جيد ).
اذا كنت تعتقد حقا ان الناس هم اثمن شيئ موجود في منظمتك الخيرية ، فعليك القيام بما هو صائب ، حيث يمكنك ان تستثمر فيهم مالك ووقتك وعقلك . وقم بما هو صحيح وافضل لا بما هو مريح وسهل.
